Far War

News & Views

Monday, June 14, 2004

تعقيبا على كتابات الخازن

From : muhamed hassan
Sent : Saturday, June 12, 2004 12:43 PM
To : arabtimesnewspaper@hotmail.com




الدكتور اسامة فوزي محرر عرب تايمز
تحية وبعد
الرجاء التفضل بنشر المقال المرفق اليكم طيا مع فائق الحب والتقدير وشكرا
المخلص
محمد حسن الموسوي



تعقيبا على كتابات الخازن
الانتلجيسيا العربية وظاهرة الدكتور احمد الجلبي
محمد حسن الموسوي
كاتب وصحفي عراقي_لندن
almossawy@hotmail.com
خاص بعرب تايمز



يشكل المنهج السياسي الذي يعتمده الدكنور الجلبي بالاضافة الى شخصيته وما يتحلى به من قدرات تخطيطية وقابلية على المناورة السياسية واستغلال الفرص وتوظيفها سياسيا بما يخدم اهدافه،ظاهرة في العمل السياسي تستحق الدراسة والتمحيص .

وبدلا من التوقف عند هذه الظاهرة الجديدة على الوسط السياسي والثقافي العربي،ومحاولة قراءتها والتعاطي معها بروح علمية موضوعية،نجد ان الانتلجيسيا العربية انساقت هي الاخرى وتعاملت مع هذه الظاهرة باللاوعي انطلاقا من المثل العربي الجاهلي القائل: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما) غير مكترثة بعواقب مثل هذا التعاطي مع ظاهرة بحجم ظاهرة الجلبي التي يعتبرها بعض المتابعين لها المؤشر لبداية عهد وعصر سياسيي جديد يقوم على أساس لبرلة المنطقة ودمقرطتها.

ففي الوقت الذي يتوقع ان تنهض النخب العربية الثقافية المتنورة بمسؤوليتها الجسيمة ودورها الخطير تجاه ابناء الشعوب العربية التي ترزح تحت نير الظلم والجهل والتخلف، والتي تقاد وفقا لسياسة القطيع، وتحركها اللغة الخطابية والشعاراتية لأهداف سياسية يمنة ويسرة حيث يتشكل الخطاب السياسيي العربي، والذي يصفه الفيلسوف المغربي محمد الجابري ب(الخطاب اللامعقول)، أقول نجد هذه النخب وللأسف الشديد تعمل من خلال كتاباتها وانتاجها الفكري والثقافي على تجذير وتأصيل الامية في ربوع الشعوب العربية من حيث لاتريد، وذلك من خلال نشرها للمعلومة المغلوطة أو المشوهة على حساب المعرفة والحقيقة لدوافع سياسية او ايديولوجية مردها الى العصبية الثقافية اذا جاز لنا التعبير والتي يجسدها المثل السالف الذكر، أو لأنها تعاني النرجسية الثقافية والمتمثلة بأنتفاخ الذات والتورم الفكري، مما يعني تغييب كل ما هو انثروبولوجي معرفي لصالح كل ما هو ايديلوجي عقائدي، وهنا تكمن الطامة الكبرى حيث يصاغ العقل والوعي العربي الجمعي بشكل مغلوط ومنحرف تكون نتيجته الحتمية التطرف والغلو والعوق الفكري والتشوه الثقافي وكراهية كل ماهو جديد وحديث بدعوى التمسك بالاصالة وقدسية القديم، أو بدعوى خروج الجديد عن ثوابت المنظومة القيميّة والمفاهيمية للفكر العربي المعاصر، تلك الثوابت التي يراها البعض قدس الاقداس الذي ينبغي صونه من اي شائبة قد تصيبه.

اسوق هذا كمقدمة لطريقة تعامل الانتلجيسيا العربية مع واحدة من أهم الظواهر السياسية الحديثة التي تشهدها الاوساط السياسية والثقافية العربية وتحديدا العراقية منها ،اعني بذلك ظاهرة الدكتور احمد الجلبي والتي نتمنى ان تتاح لنا فرصة تسليط الضوء عليها قريبا من أجل سبر اغوارها،هذه الظاهرة التي أثارت ولا تزال حولها الكثير من اللغط والجدل بين مؤيد أو رافض لها، والتي أشعر أنها لم تعط الحق الكافي لمناقشتها بموضوعية وعلمية بعيدا عن الانسياق وراء الطريقة الغوغائية في التعاطي مع الاحداث والظواهر السياسية الجديدة.

ولعل في كتابات الزميل الاستاذ جهاد الخازن التي تناولت موضوعة الدكتور الجلبي والمنشورة في اربع حلقات تباعا في جريدة الحياة الغراء مصداقا ونموذجا صارخا لطريقة تعاطي النخب الثقافية العربية مع الظواهر السياسية والثقافية الحديثة التي بدأت تشهدها الحياة السياسية والثقافية العربية.

ففي كتاباته التي تناولت ظاهرة الدكتور أحمد الجلبي لم يستطع الاستاذ الخازن_كأي مثقف عربي_ التخلص من أرث الماضي وتركته عند التعاطي مع الحاضر ،فالأدوات الثقافية التي اعتمدها الخازن وهو يشّرح جسم الظاهرة المعنية بالدراسة هي عينها الادوات التي كان يستخدمها مثقفو جيل الخمسينيات والستينيات،ذلك الجيل المشدود للماضي و المأسور بمفاهيم المرحلة الاستالينية ومفردات الحرب الباردة ،ذلك الجيل الذي يرفض الاقتناع بالتحولات السياسية الكبيرة والجذرية التي شهدها العالم،ذلك الجيل الذي يرفض الاعتراف بأن أمريكا 2004 ليست امريكا 1963 حيث الحرب الباردة في أوجها وصراع القطبين. وهذه في اعتقادي احدى اهم اسباب فشل رواد الجيل الستيني بشكل عام في التأقلم مع مفاهيم العولمة وسيادة القطب الواحد والذي لايعني بالضرورة أمريكا بل يعني الديمقراطية الليبرالية والتي تتجه حركة التأريخ نحوها كنتيجة حتمية لتطور الفكر البشري افرزتها جدلية الصراع بين الافكار.

ومن هنا كان على الخازن أن يتعاطى مع الدكتور الجلبي على انه افراز ونتاج طبيعي لعميلة التحول الكبير الذي شهده العالم خصوصا بعيد أحداث الحادي عشر من سيبتمبر ، وان يتعاطى معه من منطلق علمي وموضوعي بعيدا عن المزاج الشخصي الذي طبع كتاباته والمبني على مواقف سياسية وايديولوجية سابقة ترتكن الى الموروث الفكري والثقافي بل وحتى الطائفي.

ان معضلة الاستاذ الخازن وأترابه من الجيل الستيني هي نمطيتهم وكذلك اصابتهم بظاهرة التكلس الفكري والجمود الثقافي حيث توقف الزمن لديهم،وحركة التاريخ هي الاخرى قد توقفت عند أزمة الصواريخ الكوبية وخطابات خرتشوف النارية.

وكذلك فأن خطأهم القاتل يتمثل في تعاطيهم للوقائع السياسية المعاصرة من خلال ادوات مرحلة الحرب الباردة الامر الذي يحول بينهم وبين فهم واقعي لمجريات الاحداث. ولعلني لا ابالغ حينما أزعم ان أهم ما يمييز الخازن(بوصفه نموذجا للجيل الستيني) هو تحليه بعقلية تحركها نظرية المؤامرة والعداوة الازلية لكل ماهو غربي وتحديدا أمريكي، تلك النظرية التي كانت ومازالت تحول دون التعامل بموضوعية مع الاحداث وتفوت على معتنقيها فرصة التعرف وأكتشاف الحقيقة.

وتأسيسا على ذلك فأن كل من يتعاطى مع الغرب وأمريكا يعتبر من وجهة نظر من يتحلى بهذه العقلية خائن ومتآمر على الامتين العربية والاسلامية، والغريب ان جميع رواد الجيل الستيني يتفقون على هذا الامر ويرسلونه ارسال المسلمات، وتجدهم على الرغم من اختلافهم ايديولوجيا وفاوتهم سياسيا متفقين على ذلك ،حيث يتساوى في هذا الفهم الاسلامي المتشدد والماركسي والعلماني القومي على حد سواء. فطريقة تفكير مثقف علماني( ديمقراطي) كالاستاذ الخازن تتساوى في هذه النقطة مع طريقة التفكير التي يتحلى بها رديكالي ارهابي كأسامة بن لادن. فهم جميعا ينظرون بعين الريبة والشك لكل من يجاري الفكر اليبرالي الغربي ويؤمن بالبراغماتية كسبيل لتحقيق المصالح القومية العليا للأمة التي ينتمي اليها ويخون ويتهم بالتآمر على العرب والمسلمين، وهذا ما يحصل بالضبط اليوم مع الدكتور الجلبي الذي يشكل وبحق ظاهرة سياسية في العالمين العربي والاسلامي وسواء اتفقنا مع هذه الظاهرة أو اختلفنا عليها لابد لنا من دراستها بموضوعية تامة من اجل التعرف اليها بشكل علمي، وهذا ما افتقرت اليه كتابات الكثير من الانتلجيسيا العربية ومنهم الخازن الذي لم يتحل بالموضوعية الطلوبة عند كل صاحب قلم مسؤول عما يكتب.

فقد بدى الخازن في كتاباته عن الدكتور الجلبي سياسي متحزب اقرب منه الى مثقف مستقل ،حيث راح يسوق التهم جزافا بحق الدكتور الجلبي بتحامل واضح دونما يستند الى معطيات حقيقية تخدم المعرفة وتنور القارئ،بل على العكس من ذلك راح يجّتر تخرصات الآخرين بحق الدكتور الظاهرة أحمد الجلبي دونما يسئل نفسه عن سبب كل هذا التحامل عليه،خصوصا ان زميلنا الخازن يزعم انه ديمقراطي يدعو الى الديمقراطية؟ والسؤال ما الذي يحمل مثقف ديمقراطي كالخازن على التحامل على ديمقراطي مثلى كالجلبي؟

اعتقد ان الجواب قد تقدم في ثنايا الحديث فمبدأ (ناصر أخاك ظالما أو مظلوما) يفسر لنا موقف الخازن من الجلبي، أما من هو ألأخ الذي يناصره الاستاذ الخازن فذلك أتركه لألمعية القارئ اللبيب، على انني أغتنم هذه الفرصة لأضع بين يدي القارئ الكريم جملة الحقائق التي تغافل عنها الزميل الخازن لدواع سياسية وطائفية في ثنايا حديثه عن الدكتور الجلبي.

اسيق هذه الحقائق خدمة للحقيقة وللتاريخ وحتى لايختلط الحابل بالنابل في ظل التشويش والتعتيم الاعلامي المغرض فيقصى كل ماهو معرفي نافع لصالح ماهو سياسي مضر واليكم الحقائق بالأرقام فيما يتعلق بعلاقة الدكتور الجلبي والاردن وقضية بنك البتراء وأشياء أخرى:

أولا_يزعم الخازن في الحلقة الثانية من رباعياته انه ابتعد عن المؤتمر الوطني والدكتور الجلبي لاسباب قومية سببها مفاخرة الجلبي بعلاقاته ببعض رموز الادارة الاميركية من امثال وولفويتز وريتشارد بيرل.لاادري مالعيب في ذلك خصوصا وان أغلب الحكومات العربية والخليجية منها على وجه التحديد تفتخر بعلاقاتها مع الادارة الامريكية؟ فلماذا لايبتعد الخازن عن تلك الحكومات التي لايزال يسبّح بحمدها ليل نهار ويكتب بصحفها ويتقاضى معاشه منها اذا كان يرى في مثل هذه العلاقات منقصة وخللا؟ واذا افترضنا جدلا ان التفاخر بالعلاقة مع بعض رموز الادارة الامريكية عملا تستهجنه العروبة والعربيون ومنهم بالطبع زميلنا الخازن ، لنا ان نتسأل من السيد الخازن قائلين: الا تتفق معنا ان الهجوم الاخير على شخص الدكتور الجلبي والذي قادته ال سي آي اي يستوجب منا وصفه منقبة للدكتور الجلبي وفقا للتقيّم العروبي الذي يرى في العلاقة مع الامركان منقصة فعلى ذلك يكون الخصام معهم مفخرة تسوجب الذكر والاشادة وهذا مالم يفعله الخازن، فلماذا ياترى ؟

ثانيا_ ان العلاقات التي تحدث عنها الخازن وعابها على الجلبي وراح يغمزه بها من طرف هي علاقات معروفة ومكشوفة للجميع وبدأت منذ اكثر من عقد وتككلت بنجاح الدكتور الجلبي بأنتزاع قانون تحرير العراق من ادارة الرئيس السابق كلينتون عام 1996 بل أكثر من ذلك نمت هذه العاقات حتى وصلت حدا جعل الدكتور احمد الجلبي وعراقيون آخرون يناشدون الرئيس الامريكي عام 1999 برسالة للعمل على تنفيذ قانون تحرير العراق الذي أقره الكونغرس الامريكي والذي يدعوحكومة الولايات المتحدة الامريكية لمساعدة الشعب العراقي وقواه المناضلة للتخلص من نظام الطاغية صدام ، وهو الامر الذي جعل من هؤلاء واخرين اصدقاء وحلفاء سياسيين لشعب مظلوم من نظامه ومن اشقاءه الذين كانوا منشغلين بامور اخرى منها الحصول على نفط العراق!!

والشئ بالشئ يذكر ان كتابات السيد الخازن السلبية تجاه الدكتور الجلبي ابتدأت بسنوات طويلة قبل نشوء هذه العلاقات ولا اذكر اني قرأت للسيد الخازن يوما أي شيء ايجابي تجاهه، فهل كان ذلك حدسا من الخازن ام موقفا سياسيا وطائفيا مبيتا!!

ثالثا_فيما يتعلق بموضوعة الاردن فقد قيل ومايزال يقال الكثير، وراح كل من له عداوة مع الشعب العراقي وقواه الوطنية ورموزها المخلصة ، يدلي بدلوه مما تسبب في ضياع الحقيقة وسط بحر متلاطم الامواج من التخرصات والافتراءات النابعة من موقف سياسي سابق تجاه الدكتور الجلبي والمدرسة السياسية التي ينتمي اليها .

وهنا سوف لن اتحدث عن الاسباب التي دعت الاردن لاصدار حكم عسكري وليس مدني ضد الدكتور الجلبي، ولاعن رفض المجتمع الدولي بمختلف قطاعاته (القانونية والمصرفية والسياسية) للحكم الذي صدر عن محكمة الطواريء العسكرية الاردنية، ولاحتى عن حقيقة وقوف مسؤولين اردنيين كبار ضد الاجراءات التي اتخذت ضد بنك البتراء والدكتور الجلبي، فهذه اسئلة على السلطات الاردنية الاجابة عنها.

سأتحدث عن مواقف سياسية صدرت واجتماعات حدثت بحضور الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة التي يمكن الاستفسار منها لمعرفة طبيعة العلاقة بين الدكتور الجلبي والحكومة الاردنية وملك الاردن الراحل.

بالنسبة للاجتماعات بين الدكتور احمد الجلبي والمغفور له الملك حسين فهي حقيقة، وكذلك الاجتماعات بين الجلبي ومسؤولين اردنيين اخريين. كثرة هذه الاجتماعات وبهذا المستوى الرفيع تدلل على ان الامر كان يتجاوز مايحاول الاعلام العربي تصويره عن قضية بنك البتراء، ذلك الاعلام الذي لا تعنيه الحقيقة بقدر ما يعنيه اثارة الاشاعات وترويجها دأبا على عادته المعروفة، والتي جعلته يفتقر الى المصداقية بحددها الدنيا. وهنا ساذكر ملخص عن هذه الاجتماعات:

1- في شهر ايلول من عام 1992 وقبل توجه المعارضة العراقية الى مصيف صلاح الدين في كردستان العراق لعقد مؤتمرها الذي تمخض عنه تأسيس المؤتمر الوطني العراقي، اتصل الاستاذ جلال الطالباني بالدكتور الجلبي واخبره ان الملك حسين يريد لقاءه، كما قام المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي بزيارة الدكتور واخبره الشيء نفسه وكان جواب الدكتور انه سوف يستشير اخوانه قبل اتخاذ أي قرار، وقد عقد اللقاء فعلا في اليوم نفسه في مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن، حضره من الشخصيات العراقية اضافة الى الدكتور الجلبي كل من المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي، السيد فاضل الميلاني، الاستاذ غانم جواد والسيد رضوان الكلدار الذي يشغل الان موقع سادن الروضة الحيدرية في النجف الاشرف. اما من الجانب الاردني فقد حضر مع الملك الراحل كل من السادة فؤاد ايوب السفير الاردني السابق في لندن وعلي شكري سكرتير الملك، حيث استغل الملك حسين بن طلال حضوره الى مؤسسة الامام الخوئي لتقديم العزاء بمناسبة رحيل المرجع الاسلامي الكبير الامام ابو القاسم الخوئي رحمه الله واجتمع بالدكتور الجلبي لمدة 45 دقيقة التقط خلالها السيد الكلدار صورا تذكارية وخرج بعدها الجميع لوداع الملك امام العشرات من المواطنين الواقفين امام باب المؤسسة، وبالامكان التأكد من صحة هذه المعلومة من مؤسسة الامام الخوئي في لندن.

2- بتاريخ الثامن من ايلول عام 1995 عقد الاجتماع الثاني بين المغفور له الملك حسين والدكتور احمد الجلبي، وذلك في منزل السفير فؤاد ايوب في لندن، وقد حضر الاجتماع ايضا الامير رعد، حيث عانق الملك حسين الدكتور الجلبي وتركز هذا الاجتماع الذي استغرق لمدة ساعة وعشرة دقائق حول العراق وضرورة التخلص من صدام ونظامه.

3- في شهر تشرين الاول من نفس العام اتصل الملك حسين هاتفيا من لندن بالدكتور الجلبي الذي كان في اربيل مستخدما الهاتف المجفر الذي قام الاستاذ غانم جواد بنقله من مقر المؤتمر الوطني الى مقر اقامة الملك، واقترح الملك عقد اجتماع للمعارضة العراقية في العاصمة الاردنية عمان، كما تحدث الملك مع الاستاذ جلال الطالباني.

بعدها بفترة قصيرة جاء الى لندن السيد مصطفى القيسي مدير المخابرات الاردنية في حينها واجتمع مع الدكتور حسن الجلبي شقيق الدكتور احمد لوجود الاخير في كردستان العراق، حصل الاجتماع في فندق كلاريدج، وتركز على حل مشكلة بنك البتراء، وقد قال مدير المخابرات الاردنية ان ((الملك يقلع الشوك بيديه)).

وفي اوائل عام 1996 وخلال زيارة قصيرة للدكتور الجلبي الى لندن دعاه المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي الى اجتماع في منزله حيث وجد هناك السيد مصطفى القيسي، وقد استمر الاجتماع بين الجانبين حوالي احدى عشرة ساعة وتم الحديث فيه بالتفصيل عن قضية البنك وكذلك عن شؤون المعارضة العراقية ومن جملة ماقاله السيد القيسي ان الملك يريد مساعدة المعارضة في سعيها لاسقاط نظام صدام، بعدها اعد السيد القيسي تقريرا من ست عشرة صفحة عرضه على الدكتور الجلبي لاخذ رأيه فيه وهو التقرير الذي قدمه الى الملك الراحل عند عودته الى عمان.

4- في شهر اذار من نفس العام حصل الاجتماع الثالث وكان في منزل المرحوم السيد عبد المجيد الخوئ. حضر الاجتماع ايضا الشيخ سامي عزارة آلمعجون وزير العمل والشؤون الاجتماعية الحالي والاستاذ رياض الياور عضو الهيئة القيادية في المؤتمر الوطني العراقي والاستاذ غانم جواد، بينما حضر مع الملك الرحل نجله الامير حمزة ، وقد استغرق الحديث بين الملك الراحل والدكتور الجلبي حوالي الساعتين وتركز على الوضع في العراق.

5- في السابع عشر من شهر آذار من عام 1998 التقى المغفور له الملك حسين بعدد من اعضاء الكونغرس الاميركي وذلك بعد اسبوعين من شهادة كان قد ادلى بها الدكتور الجلبي بتاريخ الثاني من نفس الشهر، وقد سئل الملك الراحل من قبل اعضاء الكونغرس عن الدكتور الجلبي، وكان حاضرا منهم ترينت لوت زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ وعدد اخر من الاعضاء فقال الملك:( اني اعرفه وهو صديقي وانا مستعد للتعاون معه) وعندما سئل عن قضية بنك البتراء اجاب بانها ستحل عند عودته (أي الملك) الى عمان، وهذا كله مدون في ارشيف الكونغرس الامريكي وبأمكان الاستاذ الخازن أو اي شخص التأكد من صحة ماذكر .

بعد اطلاع الدكتور الجلبي على اجابات الملك الاردني الراحل والتي توافقت مع ما كان هو شخصيا قد اخبر به الكونغرس في شهادته، اتصل بالاستاذ فايز الطراونة في فندق فور سيزنز وطلب منه ان يشكر الملك على موقفه، وقد اتصل السيد الطراونة بعد عدة ساعات ليخبر الدكتور ان الملك يريد لقائه صباح اليوم التالي الموافق الثامن عشر من شهر آذار.

وقد وصل الدكتور الجلبي فعلا الى مقر اقامة الملك الذي كان يتمثل بكامل الطابق السابع من الفندق المذكور وحسب الموعد المحدد برفقة اثنين من مساعديه.

قام بأستقبال الجلبي عند المدخل الخارجي للفندق السيد فيصل الفايز رئيس التشريفات في ذلك الحين ورئيس الوزراء الحالي وكان هناك ايضا كل من الامير محمد والسيد جواد العناني وزير الخارجية واخرين من الحاشية الملكية وبسبب ان الملك كان غير موجود لتأخره في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تم الانتظار لبعض الوقت لحين عودته.

بعد عودة الملك اجتمع مع الدكتور الجلبي في غرفة الاستقبال وبحضور السيد عبد السلام المجالي رئيس الوزراء حينها، وقد عانق الملك الدكتور الجلبي وطلب منه العودة الى عمان، بعد ذلك طلب الملك من السيد المجالي مغادرة الغرفة وبقي هو مع الدكتور الجلبي لمدة ثلاثة ارباع الساعة حيث تحدثا عن القضية العراقية كما قال الملك للدكتور الجلبي (متى تعود الى عمان حتى نحلها لكي تعمل على القضية العراقية من عمان؟) بعد هذا اللقاء بفترة بدأت صحة الملك حسين تتدهور حتى وفاه الاجل بعد اقل من سنة من ذلك اللقاء.

هناك بالتأكيد اكثر من عقبة وقفت حائلا دون انهاء القضية رغم توفر الرغبة في ذلك، لكن الامر المؤكد هو ان اكثر العراقيل كانت توضع من قبل الفريق سميح البطيخي مدير المخابرات الاردنية الاسبق وبتوجيه من المخابرات المركزية الاميركية والعراقية على حد سواء، علما ان البطيخي الان يقبع في السجن بتهمت اختلاسه لثلاثة بنوك وبتهمة الفساد الاداري .

رابعا_ خلافا للموضوعية التي كان من المتوقع ان يتحلى بها كاتب معروف كالسيد الخازن يقرأ كتاباته ويسترشد بتوجيهاته، ويستأنس بأرائه الكثير من القراء العرب، راح السيد المذكور يطلق الاتهامات جزافا دون ان يضع نصب عينيه ان القلم امانة والكلمة امانة في عنقه تحتمان عليه قول الحق والابتعاد عن الافتراءات واطلاق التهم دون دليل. وهنا سأحاول المرور بعجالة على بعض هذه الاتهامات التي تؤكد ما ذكرناه في بداية كتابة هذه الاسطر ان البعض ينطلق من مواقف سياسية أو آيديولوجية تحول بينه وبين الحقيقة ومن هذه الاتهامات:

قول السيد الخازن ان الجلبي يقبض عمولات عن عقود الاعمار الاميركية من منحة الثمان عشرة مليار الاميركية, وهو تجني على الحقيقة، وذلك لآن اميركا لم تمنح دولار واحد من المنحة حتى الان، كما ان الحكومة الاميركية هي التي ستوزع العقود وليس أي طرف عراقي حسب ماهو معروف . كذلك قول الخازن حكاية على لسان السيد الابراهيمي انه لايتوقع دورا للجلبي، والابراهيمي نفى قوله ذلك جملة وتفصيلا فلاندري من اين جاء الخازن بهذه الاقوال ولماذا ينسبها الى الابراهيمي المكلف بمساعدة العراقيين على تشكيل حكومة مؤقتة؟.


وهنا يمكننا ان نسجل على السيد الخازن تسرعه في توجيه التهم جزافا الى شخص الجلبي دون تثبت، بينما تجده يغض الطرف عن تلك الاتهتمات عند انكشاف كذبها، ومن تلك الاتهامات هو اتهام المسؤولين الاردنيين للسيد الجلبي بالوقوف وراء تفجير السفارة الاردنية في بغداد،الامر الذي ثبت انه عار من الصحة ، مما يدل على ان توجيه الاتهامات بهذه الطريقة يوضح بعض الشيء الكيفية التي تكال فيها الاتهامات في عمان! والسؤال هو الا تقتضي الحرفية والمهنية ان يطالب السيد الخازن السلطات الاردنية بالاعتذار الى الدكتور الجلبي عن هذا الاتهام،حتى نتثبت ان اتهامات السيد الخازن لاتنبع من موقف سياسي أو طائفي مسبق تجاه الدكتور الجلبي، اليست الموضوعية تحتم ذلك ؟

أخيرا وليس آخرا دأب الخازن على وصف الدكتور الجلبي بأنه حاد الذكاء، ولنا ان نتسأل من السيد الخازن اليس من المحتمل ان يكون الجلبي مصيبا في المواقف التي تعتقد انت بخطأه فيها؟ خصوصا وانك لاتنكر دوره الكبير والمهم في اسقاط صدام، وهو الامر الذي يدلل على قدراته التخطيطية والسياسية؟ ام ان خلفيتك السياسية والطائفية وانتماءك الى عقلية جيل الستينبات تجعلك وبقية الانتلجيسيا العربية تغتاضون منه ومن كل المؤمنين بحتمية انتصار الديمقراطية الليبرالية فتنهشوه بألسنتكم بعد ان ضعفت ايديكم عن الوصول اليه؟ اتمنى ان أكون مخطئا فيما ذهبت اليه.

نرحب بنشر اية ردود على هذا المقال

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home